19 - 10 - 2024

وجهة نظري | زينب وأخواتها

وجهة نظري | زينب وأخواتها

لا أعرف تحديدا ما الذى دار فى عقل الحاجة زينب بعدما طردها أحد الأطباء من مستشفى الطوارئ بالمنصورة على حد رواية أحد أفراد أسرتها.. ولا أعرف ما الذى شعرت به وهل داهمها إحساس بالمرارة والألم بعد تلك الواقعة ، وهل أحست شعورا بالحسرة أن تتلقى هذه المعاملة بعدما كرمها الرئيس تقديرا على تبرعها بقرطها الذهبى لصندوق تحيا مصر! لكن من المؤكد أن تلك المشاعر المؤلمة لم ترهقها كثيرا فسرعان ما انتبه المسؤولون وتداركوا الأمر.

أسرع محافظ الدقهلية للإطمئنان على الحاجة زينب وأمر بعلاجها على نفقة المحافظة فى مستشفى المنصورة الدولى الذى توجهت إليه زينب بعد طردها من مستشفى الطوارئ.

أزمة الحاجة زينب لحسن حظها لم تستغرق وقتا طويلا وإحساسها بالألم لم يؤرقها كثيرا .. شفع لها رصيدها بأنها كانت يوما حديث كل وسائل الإعلام وملء السمع والبصر بعدما كرمها الرئيس! لكن ماذا عن ملايين من أمثال الحاجة زينب، ماذا عن فقراء لايملكون قرطا ذهبيا ولاحتى فضيا للتبرع به!، مذا عن بسطاء يدبرون بالكاد قوت يومهم فإذا ماداهمهم المرض فاجأهم كضيف ثقيل ليس من دونه مفر!، ماذا عن آلامهم وشعورهم بالعجز وقلة الحيلة والضعف وفوق ذلك إحساس مرير بالإهانة وفقدان الآدمية والكرامة ! هؤلاء المهمشين المجهولين الذين يتالمون فى صمت ليقينهم أن صرخاتهم لن تجد آذانا رحيمة ولاشكواهم ستجد قلوبا عطوفة كريمة! لن يشفع لهم مقابلة رئيس، فصورهم ليست معروفة لأحد ولم تحتل يوما مكانا فى صحيفة ولا مساحة زمنية من فضائية ! هؤلاء المنسيين المغمورين يستحقون نظرة اهتمام ولن اقول عطفا أو رحمة! إهتماما بتوفير خدمة ورعاية طبية تليق بآدميتهم!

صحيح انهم لم يتبرعوا لصندوق تحيا مصر لكنهم من المؤكد يستحقون ماهو أفضل لأنهم ببساطة هم أبناء مصر الذين لن تحيا بدونهم.

مقالات اخرى للكاتب

وجهة نظري | الاستغناء عن الحكومة